كم باقي على رمضان القادم؟ كيف يتم تحري هلال هذا الشهر الفضيل؟ وكيف نستعد له؟
إذا كنت تبحث عن إجابات الأسئلة السابقة، فهذا المقال لك. ستجد هنا كل ما تريد أن تعرفه عن رمضان سواء من الناحية الفلكية أو الدينية، بالإضافة إلى خطوات استقباله والاستعداد له على الوجه الأمثل.
كل ما عليك فعله هو قراءة السطور القادمة بتركيز.
معلومات عن شهر رمضان
جدول المحتويات
رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري. ويعد صيامه أحد أركان الإسلام الخمسة، وفرض على كل مسلم بالغ عاقل عدا بعض الحالات الخاصة التي يصرح لها بالإفطار وفقًا لقواعد فقهية محددة.
يبدأ الصيام في هذا الشهر منذ طلوع الفجر حتى غروب الشمس. ويشمل الامتناع عن كافة أنواع الطعام والشراب، وتجنب ارتكاب المحرمات المختلفة، بالإضافة إلى تكثيف العبادات وأعمال البر والخير.
اختلف العلماء في سبب تسمية شهر رمضان، لكن السبب الأكثر شيوعًا هو أن كلمة “رمضان” مأخوذة من “الرمض” التي تعني الحر الشديد، وذلك لأن طقس الشهر كان يغلب عليه ارتفاع درجات الحرارة عند العرب قديمًا.
كم باقي على رمضان 2025؟
[wpcdt-countdown id=”4707″]
يبدأ شهر رمضان القادم في يوم السبت الموافق 1 مارس 2025، مما يعني أن المدة المتبقية هي 9 أشهر كاملة.
ومن المتوقع أن تكون عدة الشهر في السنة الميلادية القادمة 29 يومًا، على أن يتم تحري هلال رمضان في ليلة الجمعة 28 فبراير 2025.
موعد رمضان في السنوات القادمة؟
يختلف موعد قدوم رمضان في السنوات الميلادية القادمة عن بعضها البعض، حيث نجد أنه من المتوقع أن يوافق شهر رمضان في السنوات القادمة الأيام التالية:
العام |
التاريخ المتوقع |
رمضان 2025 |
1/3/2025 |
رمضان 2026 |
18/2/2026 |
رمضان 2027 |
8/2/2027 |
رمضان 2028 |
28/1/2028 |
رمضان 2029 |
16/1/2029 |
لماذا يختلف ميعاد شهر رمضان من عام لآخر؟
إذا كنت تبحث عن إجابة سؤال: كم باقي على رمضان؟ فلا شك أنك تحتاج أيضًا إلى فهم سبب اختلاف ميعاد هذا الشهر الكريم من عام إلى آخر.
يعتمد التقويم الميلادي على السنة الشمسية التي تتكون من 365 يومًا، بينما يعتمد التقويم الهجري على السنة القمرية التي تتكون من 354 يومًا. أي أن التقويم القمري يقل عن نظيره الشمسي بـ 11 يوم.
أدى هذا الاختلاف بين النظامين إلى تقدم شهر رمضان بمعدل 11 يوم كل عام ميلادي. بمعنى آخر، يتقدم رمضان بمعدل شهر واحد كل ثلاث أعوام ميلادية، ويمر على الفصول المناخية المختلفة.
يؤثر تغير موعد شهر رمضان على تجربة الصيام نفسها. فعندما يصادف الشهر فصل الصيف، يكون الصيام أكثر مشقة بسبب طول النهار، وارتفاع درجات الحرارة خاصة في دول الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية.
ويزداد الأمر صعوبة في الدول القريبة من الدائرة القطبية الشمالية، فالشمس هناك لا تغيب في فصل الصيف إلا ساعة أو ساعتين، مما يضع السكان المسلمين أمام تحدى صيام نحو 23 ساعة يوميًا في بعض الأحيان.
ولحل هذه المشكلة، تجيز بعض المؤسسات الدينية في دول شمال أوروبا الصيام مع أقرب دولة إسلامية، أو اتباع توقيت مكة المكرمة.
كيفية تحري هلال شهر رمضان؟
الشهور الهجرية هي شهور قمرية. فمع ظهور قمر جديد (هلال)، يعلن عن انتهاء الشهر الحالي وبداية الشهر الذي يليه. لذلك، يعد تحري الهلال إحدى العمليات الضرورية لتحديد أول أيام الصيام في كل عام.
تسند الدول الإسلامية هذه العملية إلى مجموعة من المتخصصين. وهي تجري في الغالب عبر إحدى طريقتين:
الحسابات الفلكية
هي طريقة حديثة تعتمد على حقيقة أن التقويم الهجري مبني على حسابات مسبقة، ولا ينتظر رؤية الهلال. فبالأدوات العلمية المتقدمة، يمكن تحديد أول أيام شهر رمضان في النطاقات الجغرافية المختلفة.
في هذه الحالة، يرسم العلماء خريطة توضيحية لكوكب الأرض. وباستخدام الحسابات الفلكية الدقيقة، يتم تقسيمها إلى مناطق يمكن فيها رؤية الهلال في مدى زمني معين، ومناطق أخرى يصعب فيها ذلك.
رؤية الهلال
بالرغم من سهولة الطريقة السابقة، إلا أن معظم الفقهاء يتفقون على أن رؤية الهلال العينية خطوة لا غنى عنها.
وذلك استنادًا للحديث الشريف: “صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته. فإن غم عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا”.
تستخدم معظم الدول الإسلامية تلسكوبات فلكية من أجل تسهيل عملية الرؤية. في حين يتمسك بعضها بالرؤية المجردة للهلال على الرغم مما قد يواجه هذه الطريقة من صعوبات مثل: السحب، أو الغبار، أو الرطوبة.
تمر عملية تحري هلال رمضان بثلاثة مراحل، وهي:
- ولادة الهلال قبل غروب الشمس.
- بقاء الهلال فوق الأفق الغربي بعد غروب الشمس.
- أن يمكث الهلال في السماء بعد الغروب مدة زمنية لا تقل عن نصف ساعة.
لماذا لا يتفق المسلمون على أول أيام شهر رمضان؟
إلى جانب سؤال كم باقي على رمضان؟ تمتلئ محركات البحث بسؤال آخر عن سبب اختلاف الدول الإسلامية في تحديد أول أيام الصيام. فعلى سبيل المثال، قد تعلن السعودية أن غدًا هو المتمم لشهر شعبان، بينما تؤكد سلطنة عمان أنه غرة شهر رمضان!
يعود ذلك إلى اختلاف المجتمعات الإسلامية في طريقة التحري. فالدول التي تصر على الرؤية المجردة قد تعلن تعذر عملية التحقق من الهلال بسبب السحب أو الغبار في نفس الوقت الذي تعلن فيه بقية الدول ثبوت الرؤية.
يتوقف الأمر أيضًا على بعض الخلافات المذهبية والسياسية التي تؤدي إلى اتباع كل فريق مراجع وشخصيات دينية معينة.
بالإضافة إلى الجدل القائم بين الفقهاء على كيفية إثبات الرؤية، وعدد الشهود المطلوبين لاكتمال نصاب عملية التحري.
دعاء دخول شهر رمضان
لم يرد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – دعاء خاص برؤية هلال رمضان، وإنما يروى عنه أنه كان يقول عند ثبوت الأهلة بشكل عام: “اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله”.
يمكنك أيضًا ترديد هذه الأدعية العامة عند اقتراب شهر رمضان:
- اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام وفعل الخيرات.
- اللهم بلغنا رمضان، وارزقنا فيه تلاوة القرآن العظيم، وأعنا على تدبره.
- اللهم بلغنا رمضان، ونحن في أحسن حال، اللهم اجعلني فيه من المستغفرين، واجعلني فيه من أوليائك المتقين برأفتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم بلغنا رمضان بلوغًا يغير حالنا إلى أحسنه.
- اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا.
- اللهم اجعل لنا في هذه الأيام المباركة بداية خير وفرح.
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني.
- اللهم سلمنا رمضان، وسلم رمضان لنا، وتسلمه منا متقبلًا يا رب العالمين.
- اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، واجعلنا فيه من المقبولين، وتقبل منا صالح الأعمال.
كيف نستعد لشهر رمضان؟
بعد الإجابة على سؤال: كم باقي على رمضان؟ نقدم لك النصائح التالية حول الاستعداد لهذا الشهر الفضيل:
التوبة
يجب على الإنسان أن يسارع بالتوبة عن المعاصي حتى يستقبل الشهر بسلامة صدر. ويروى عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر”
وللتوبة الصحيحة شروط عديدة مثل: أن تكون خالصة لوجه الله، وأن يتبعها الندم على ما فات، بالإضافة إلى رد الحقوق لأصحابها إذا كان الذنب يتعلق بحقوق أحد العباد.
الفرح بقرب شهر رمضان
من الواجب على المسلمين إظهار الفرح بقدوم مواسم الطاعات، وذلك امتثالًا لقوله تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ”.
وتتعدد مظاهر الفرح برمضان بين تبادل التهاني، وتكثيف أعمال الخير، والاستعداد النفسي لاستقبال الشهر، وغيرها الكثير.
تعويد النفس على الطاعات
كان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يصوم شهر شعبان إلا قليلًا من أجل تعويد نفسه على صيام رمضان. وواظب على هذه السنة من بعده العديد من الصحابة والسلف الصالح.
يمكنك أيضًا تعويد نفسك على قيام الليل قبل رمضان حتى لا تشعر بمشقة الأمر في أيام الصيام. ولا تنسى أن لهذه العبادة فضل عظيم، وقدرة على تنقية القلوب.
ذلك بالإضافة إلى المحافظة على قراءة أذكار الصباح والمساء، وأذكار ما بعد الصلاة.
تعلم أحكام الصيام
يحتاج المسلم إلى تعلم أحكام الصيام وآدابه حتى يتم شهر رمضان على أكمل وجه. ويشمل ذلك التعرف على شروط الصوم الصحيح، ومحظوراته المختلفة، بالإضافة إلى الحالات الخاصة التي تستوجب الإفطار.
يجب على المسلم أيضًا تعليم هذه الأحكام والشروط لأهل بيته، وتهيئة الجو المناسب لاستقبال الشهر الفضيل.
الدعاء وقراءة القرآن
كان السلف الصالح يواظب على تلاوة القرآن في شهر شعبان من أجل تهذيب النفس، وتأهيلها لاستقبال شهر رمضان. ويروى عن عمرو بن قيس أنه كان إذا دخل شعبان، أغلق متجره، وتفرغ لقراءة القرآن الكريم.
أضف إلى ذلك، التوجه إلى الله بالدعاء بأن يعينهم على الصيام والقيام، وأن يجعل رمضان بابًا لمحو ذنوبهم، وتجديد إيمانهم.
قدمنا في السطور السابقة إجابة شاملة على سؤال: كم باقي على رمضان؟ وفي الختام، ننصحك بالاستعداد الجيد لهذا الشهر المبارك عند اقترابه، فهو شهرالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ويمثل فرصة ذهبية لا ينبغي إهدارها.