مشروع نيوم هو ليس مجرد إنشاء مدينة بالمعنى الحرفي، إنما هو مبادرة تنموية ضخمة تقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر.
يُعتبر نيوم تحفة هندسية واقتصادية مبتكرة، تهدف إلى تحقيق رؤية 2030 للمملكة، التي تسعى لتنويع اقتصادها وتطوير قطاعاتها غير النفطية.
تقع نيوم على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 26,500 كيلومتر مربع، وتضم مجموعة متنوعة من المشاريع الاقتصادية والسياحية والبنية التحتية المتطورة، حيث من المتوقع أن يكون لنيوم تأثير كبير على الاقتصاد السعودي والمنطقة بأسرها، من خلال جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل وتعزيز السياحة والابتكار.
مشروع نيوم اين يقع؟
جدول المحتويات
يقع مشروع نيوم يقع في المملكة العربية السعودية، على ساحل البحر الأحمر، شمال غرب المملكة.
وهذه المنطقة تعتبر واحدة من أبرد المناطق المتواجدة في دول الخليج ومنطقة شبه الجزيرة العربية، ويمتد هذا المشروع بطول ساحل البحر الأحمر بحوالي 468 كم.
كما تمتد مساحته ليضم حوالي 41 جزيرة طبيعية متفرقة على طول البحر الأحمر. ومن المرجح أن مساحة مشروع نيوم يعادل مساحة دول بلجيكا، والتي يبلغ مساحته حوالي 26.500 كيلومتر مربع.
تم اختيار هذه البقعة في المملكة العربية السعودية بما يتواجد بها من تضاريس مختلفة ومتنوعة تجذب الكثيرين من عشاق الطبيعة، حيث تتنوع بداخلها الشواطئ الرملية والصخرية المشمسة، والجبال الملونة والثلوج التي تتساقط عليها وتكسيها شتاءً.
لذلك فإن الهدف الأساسي من هذا المشروع هو حماية هذا التميز البيئي الجميل من التعدى عليه أو المساس به.
معنى كلمة نيوم
كلمة نيوم مستوحاة من صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارة شركة نيوم، حيث تنقسم الكلمة إلى شقين، الشق الأول هو NEO وهي كلمة انجليزية معناها جديد.
أما الشق الآخر هو حرف M والذي مقابله حرف م باللغة العربية، وهنا هذا الحرف يدل على المستقبل الواعد التي ينتظره السعوديون مع انطلاقة مبادرة ورؤية 2030، كما أن هذا الحرف مشتق من اسم الأمير محمد بن سلمان.
قيادة مشروع نيوم
قيادة مدينة نيوم تتم من خلال هيئة نيوم للتطوير، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ وإدارة جميع جوانب المشروع، بما في ذلك التخطيط العمراني، والبنية التحتية، والاقتصاد، والتطوير الاجتماعي والثقافي.
كما تتولى هذه الهيئة قيادة جهود تحقيق رؤية نيوم وتنفيذ خططها المستقبلية. وتعتمد إدارة نيوم على فريق متخصص من الكفاءات المحلية والعالمية من الجنسيات المختلفة، وتعمل بالتعاون مع القطاع الخاص والحكومي لتحقيق أهداف المشروع وتطوير المنطقة بشكل مبتكر. وأعضاء القيادة للمشروع كالتالي:
- الأمير محمد بن سلمان – رئيس مجلس الإدارة
- نظمي النصر – الرئيس التنفيذي
- ريان فايز – نائب الرئيس التنفيذي
- د/ منار المنيف – كبيرة التنفيذيين للاستثمار
- ليث الشيبان – رئيس قطاع الخدمات المالية
- د/ محمود اليماني – رئيس قطاع الصحة والرفاهية والتقنيات الحيوية
- واين بورغ – رئيس قطاع الإعلام
- جوزيف برادلي – الرئيس التنفيذي لـ تونومس
- د/ ريتشارد بوش – كبير التنفيذيين للبيئة
- جيسون ديفيس – كبير التنفيذيين للتدقيق الداخلي
- د/ بول مارشال – رئيس قسم الطبيعة
- ماجد مفتي – المدير العام لـ صندوق نيوم للاستثمار
- جان باترسون – رئيسة قطاع الرياضة
- روبرتو بينو – كبير التنفيذيين للمشاريع
- ستيفان ريكيتس – كبير التنفيذيين للشؤون القانونية
- بيتر تيريوم – الرئيس التنفيذي لـ إنوا
- ديرك فان شبندم – كبير التنفيذيين للشؤون المالية
حقائق حول مشروع نيوم
إليك مجموعة من أبرز الحقائق لمشروع نيوم:
- يقع مشروع نيوم على ساحل البحر الأحمر في شمال غرب المملكة العربية السعودية، مما يمنحه موقعًا استراتيجيًا هامًا على خطوط الملاحة البحرية العالمية.
- تبلغ مساحة مشروع نيوم حوالي 26,500 كيلومتر مربع، مما يجعله واحدًا من أكبر المشاريع التنموية في العالم، كما يمتد هذا المشروع ليشمل الحدود المصرية والأردنية.
- يهدف مشروع نيوم إلى تنويع الاقتصاد السعودي عن طريق تطوير مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية، وهم حوالي 9 قطاعات مثل السياحة، والترفيه، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والصناعات البحرية.
- يتضمن مشروع نيوم استخدام أحدث التقنيات والابتكارات في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، والتنقل الذكي، لتحقيق أهدافه بكفاءة، ومن المقرر في استراتيجية هذا المشروع أنه سيتم استخدام الطاقة المتجددة فقط.
- من المخطط أن يتمتع مشروع نيوم ببنية تحتية متطورة تشمل مرافق عالمية المستوى، مثل المطارات، والموانئ، والمستشفيات، والمدارس، والمناطق الترفيهية، وغيرها، لتلبية احتياجات السكان والزوار. وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع في عام 2025، كما أنه من المخطط أن يتم الانتهاء من مشروع نيوم بالكامل في خلال 30 إلى 50 عام.
- يستهدف مشروع نيوم جذب استثمارات ضخمة من القطاع الخاص، بما في ذلك الاستثمارات المحلية والدولية، لتمويل عمليات التطوير والبناء، لذا تعتبر هذه المنطقة معفاة من قوانين وأنظمة الدولة الاعتيادية من جمارك وضرائب وقوانين عمل وغيرها ماعدا تواجد الأنظمة السيادية، وذلك يساعد المنطقة التجارية على الازدهار في مجال التجارة والصناعة والاستثمار وتصنيع المنتجات بأسعار تنافسية.
- يولي مشروع نيوم اهتمامًا كبيرًا بالاستدامة البيئية والاجتماعية، مع التركيز على حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتوفير فرص العمل والتنمية للمجتمعات المحلية.
- مشروع نيوم تحت رئاسة هيئة خاصة برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تضم الهيئة مجموعة من الخبرات المحلية والعالمية أيضًا بدعم مع صندوق الاستثمار في السعودية.
- اتحدت مصر والسعودية وعملا على إنشاء صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار لتطوير مساحة ألف كيلو متر من جنوب سيناء.
- من المرجح أن تكلفة مشروع نيوم المحتملة حوالي 500 مليار دولار.
- من المخطط أن السعودية ستعمل على إنشاء 7 مناطق جذب للسياحة و40 منتجع سياحي و 4 مدن صغيرة، أما من الجانب المصري، سيتم الاهتمام بمنطقة شرم الشيخ والغردقة.
مناطق مشروع نيوم
مشروع نيوم يضم عدة مناطق متنوعة تشكل جوانب مختلفة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. من بين هذه المناطق:
منطقة سندالة
منطقة “سندالة” هي واحدة من المناطق المهمة في مشروع نيوم، وهي تمثل جزءًا من جهود تطوير وتنمية المشروع على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية.
يتوقع أن تكون منطقة سندالة مركزًا حيويًا للتجارة الدولية والأعمال، وستضم مجموعة متنوعة من المرافق التجارية والصناعية والسكنية والترفيهية. ويتوفر في هذه المنطقة التالي:
- ملعب جولف.
- منتجعات سياحية وأنشطة مائية مفعمة بالحيوية.
- نوادي شاطئية ونادي يخوت يحتوي على 75 عوامة.
- منتجعات صحية.
- 51 متجر عالمي.
- 3 فنادق فاخرة تحتوي على 433 غرفة فندقية و88 فيلا فندقية و333 شقة فندقية.
- مرسى بحري به 86 رصيف.
- محمية مائية طبيعية تضم 600 نوع مختلف من الكائنات البحرية.
منطقة ذا لاين نيوم
منطقة “ذا لاين” في مشروع نيوم تمثل جزءًا مهمًا من الجهود المبذولة لتحقيق رؤية المشروع.
تم تصميم منطقة ذا لاين لتكون واحدة من أكثر المناطق تطورًا وابتكارًا في نيوم، ومن المتوقع أن تكون منطقة ذا لاين مركزاً للابتكار والتكنولوجيا، حيث ستضم مجموعة من المنشآت والمراكز البحثية والتطويرية.
بالإضافة إلى المساحات المخصصة للشركات الناشئة والمشاريع الرائدة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والابتكار الصناعي.
ومن المتوقع أن يكون الاعتماد الأساسي في هذه المنطقة على الطاقة المتجددة فقط بعيدًا عن الانبعاثات الكربونية السامة للبيئة، كما أن المنطقة بعرض حوالي 200 متر، وبطول حوالي 170 متر، ومرتفعة عن سطح الماء بحوالي 500 متر.
من المخطط لهذه المنطقة أن يسكنها حوالي 9 مليون نسمة في مساحة حوالي 34 كيلو متر مربع مخصصة للمباني السكنية فقط داخل المدينة موفرًا لها كافة المتطلبات والمرافق المعيشية الهامة بحوالي 5 دقائق فقط مشيًا على الأقدام ومربوطة بقطار سريع للربط بين كافة أنحاء مشروع نيوم.
منطقة تروجينا
منطقة “تروجينا” هي جزء آخر من العديد من المناطق الرئيسية في مشروع نيوم. هذه المنطقة تهدف إلى توفير بيئة حضرية عصرية ومتطورة تجمع بين الحياة السكنية والأعمال والترفيه.
وتبلغ مساحة هذه المنطقة حوالي 60 كيلو متر مربع، وهذه المنطقة تعتبر تضاريسها صخرية صعبة، وترتفع عن سطح ماء البحر بحوالي 1500 إلى 2000 كيلو متر.
من المتوقع أن تضم منطقة تروجينا مجموعة من المرافق الحيوية تتناسب مع الطبيعة الصخرية والتضاريس الطبيعية لهذه المنطقة مثل: الأسواق والمطاعم والمقاهي والمنتجعات السكنية الفاخرة.
وستتميز المنطقة بالهندسة المعمارية الحديثة والمرافق العصرية التي تلبي احتياجات السكان والزوار. كما سيتم توفير مجموعة من المشاريع الترفيهية مثل منتجعات اليوجا وأماكن للتزحلق على الجليد وللتزحلق على المنحدرات، وأماكن الاحتفالات والمهرجانات الموسيقية والموضة العالمية، وأماكن للدراجات والطيارات ولممارسة رياضة التسلق.
منطقة أوكساچون
تعتبر هذه المنطقة هي المنطقة الرابعة لمشروع نيوم والتي من المقرر أن تقام عليها ثورة صناعية هائلة لتأسيسها وتطويرها، ولهذا السبب يتهافت عليها المستثمرون من كل أنحاء العالم لغزو هذه المنطقة الصناعية والاستثمار بها.
ومن المرجح أن هذه المنطقة ستكون معتمدة على الطاقة المتجددة الطاقة النظيفة وأن تكون ممتدة بتقنيات الجيل القادم ومرتبطة بعصر الذكاء الاصطناعي.
التوجه الاقتصادي لمشروع نيوم
هذا المشروع الهائل الممتد على الحدود المصري والأردنية من المتوقع أنه يخلق جوًا من الانتعاش الاقتصادي على كافة الدول المشتركة داخل هذا المشروع، كما من المخطط أن يخلق هذا المشروع حوالي 100 ألف فرصة عمل جديدة حتى عام 2030.
ذلك إلى جانب دعم المواهب المحلية والعالمية على مختلف القطاعات بحوالي 14 قطاع استثماري، وهذه القطاعات مثل قطاع التصنيع، والماء، والعلوم التقنية والرقمية، الترفيه والثقافة، والتعليم، والتصميم والبناء، وقطاع الغذاء، والطاقة، والرياضة، والسياحة، التنقل، والصحة والرفاهية والتقنيات الحيوية، والخدمات المالية.
- صناعة الطاقة من الهيدروجين الأخضر: هو نوع من أنواع الطاقة النظيفة والمتجددة، والمستمرة لفترات زمنية طويلة، كما يمكن استخدامها في حركة المرور والمواصلات وفي الصناعات الثقيلة، كما أنها بعيدة كل البعد عن الطاقة التقليدية غير المتجددة المكونة من الكربونات التي لها تأثير سلبي على البيئة.
- الماء: يتم استخدام الماء كأنه مصدر من مصادر الطاقة المتجددة النظيفة، حيث من المقرر العمل على إعادة تدوير الماء المستخدم واستخدامه في كافة الصناعات المناسبة له وإنتاج الطاقة واستخدامها في الزراعة، بالتالي يقلل التلوث البيئي ويقل إهدار الثروة المائية.
- التكنولوجيا البيولوجية: سيتم استخدام تكنولوجيا البيولوجيا الحيوية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للعمل على التوجه الجديد للثورة في مجال الجينات ومعالجة المرضى باستخدام تقنيات الجيل الرابع.
- تكنولوجيا لصناعة الطعام: هناك عدة أبحاث تساعد على صناعة الطعام من العدم باستخدام مكونات كيميائية من الهيدروجين والاكسجين، وهذا يعمل على تقليل المجاعة العالمية التي تعاني منها الكثير من الدول الفقيرة. ومشروع نيوم مهتم بهذه التكنولوجيا المتطورة.
- صناعة القمر الصناعي: تعمل منطقة نيوم على تطوير جزء الرقابة والتطور التكنولوجي والأمن التكنولوجي على الشوارع وكافة مناطقة مشروع نيوم، وهذا لتقليل معدل الجرائم الإلكترونية والجرائم الأخرى.
- قبة شمسية: يتم استخدام الشمس كطاقة متجددة نظيفة، حيث يتم إنشاء ألواح شمسية واستخدامها لإضاءة الشوارع ليلًا.
الخلاصة
يمثل مشروع نيوم رؤية طموحة لتطوير وتنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية، وتحقيق التقدم والازدهار على الصعيدين المحلي والعالمي.
بموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر، يعتبر نيوم محطة للابتكار والتطوير في مختلف المجالات مثل السياحة، والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة.
تمثل مناطقه الفريدة مثل مدينة نيوم الرئيسية ومناطق السياحة والصناعات المتقدمة نقاط تحول حيوية لتشجيع الاستثمار وخلق فرص العمل.
بفضل الرؤية الاستباقية والتزامه بالاستدامة، يتطلع مشروع نيوم إلى أن يكون محورًا للتطور والابتكار في المنطقة وعبر العالم.
